بسم الله الرحمن الرحيم
1 - عقيدة أهل اسنة:
اتفقوا على جواز سهو النبي صلى الله عليه وآله، واتفقوا على جواز أن ينسى شيئاً من القرآن الكريم إن كان قد بلغه، ومنعوا من جواز السهو عليه صلى الله عليه وآله فيما لم يبلغه بعد !!!
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة: ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ من الليل فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا !!!
وقال مسلم: وحدثنا ابن نمير حدثنا عبدة وأبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها !!!
صحيح مسلم ج 2 ص 190
قال النووي: قوله (ص) كنت أنسيتها: دليل على جواز النسيان عليه (ص) فيما قد بلغه إلى الأمة، وقد تقدم في باب سجود السهو الكلام فيما يجوز من السهو عليه (ص) وما لا يجوز، قال القاضي عياض رحمه الله: جمهور المحققين جواز النسيان عليه (ص) ابتداءاً فيما ليس طريقه البلاغ، واختلفوا فيما طريقه البلاغ والتعليم، ولكن من جوز قال لا يقر عليه بل لابد أن يتذكره أو يذكره، واختلفوا هل من شروط ذلك الفور أم يصح على التراخي قبل وفاته (ص) قال وأما نسيان ما بلغه في هذا الحديث فيجوز، قال وقد سبق بيان سهوه في الصلاة، قال وقال بعض الصوفية ومتابعيهم لا يجوز السهو عليه أصلا في شئ وإنما يقع منه صورته ليس إلا، وهذا تناقض مردود ولم يقل بهذا أحد ممن يقتدى به إلا الأستاذ أبو المظفر الأسفرايني من شيوخنا فإنه مال إليه ورجحه وهو ضعيف متناقض.
شرح مسلم ج 6 ص 76
وقال ابن حزم: ولا سبيل إلى أن ينسى عليه السلام شئ من القرآن قبل أن يبلغه، فإذا بلغه وحفظه الناس فلسنا ننكر أن ينساه عليه السلام، لانه بعد محفوظ مثبت، وقد جاء مثل ذلك في خبر صحيح، أنه سمع رجلا يتلو القرآن فدعا له بالرحمة، وأخبر عليه السلام أنه أذكره آية كان نسيها، ولانه قبلغه كما أمر. كما حدثنا عبد الله بن يوسف، عن أحمد بن فتح، عن عبد الوهاب بن عيسى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن علي، عن مسلم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة، أن النبي ( ص ) سمع رجلا يقرأ من الليل فقال: رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت اسقطتها من سورة كذا وكذا ورواه عبدة وأبو معاوية عن هشام: أذكرني آية كنت أنسيتها.
الاحكام ج 4 ص 455